نظرية التعلم السوسيوبنائية

  • بادئ الموضوع بادئ الموضوع جمال
  • تاريخ البدء تاريخ البدء

جمال

Admin
📬
755
0
👍
90
🏆
28
تعتبر سوسيو بنائية فيكوتسكي من أهم الأسس النظرية التي قامت عليها المقاربة بالكفايات التي اعتمدها المغرب في بناء المناهج و البرامج التعليمية الحالية، و هي تصنف ضمن نظريات التعلم المعرفية التي تعطي الأولوية للعمليات التي تجري داخل الإنسان كالتفكير و اتخاذ القرار و حل المشاكل إلى جانب كل من من النظرية الجشتلتية و النظرية البنائية.
كما أنها تعتبر فرعا من البنائية، تتفق معها في تأكيدها على أن المتعلم هو صانع المعرفة و باني التعلم، و تختلف معها في كونها تولي أهمية أكبر لدور تفاعل المتعلم مع أقرانه و مدرسيه في تسريع عملية النمو المعرفي.
إن الفرد المنعزل لا يمكنه الحصول على المعرفة مادامت البنيات المعرفية في الأصل عمليات اجتماعية و التي تتحول إلى عمليات سيكولوجية ذاتية و شخصية من خلال الفعل و المشاركة في نشاط الجماعة .
و هي بحديثها عن دور المجتمع و الراشد في عملية التعلم تكون قد شكلت تجاوزا و تطويرا للنظرية البنائية البياجوية.

1ـ المفاهيم المركزية للسوسيوبنائية:
+ مفهوم النشاط: يمثل السياق الاجتماعي الذي يحقق فيه الطفل تفاعله مع الراشد، إنه المجال الذي تشكله و تعمره مختلف الأنماط الثقافية و الاجتماعية لمجتمع ما ، و يعمل الطفل على استبطان مقولاته ليبني وظائفه العقلية و يحقق بالتالي النماء المعرفي.
+ مفهوم التعلم: لحظة مكونة و منشطة للنمو، و تتحقق عبر تنشيط السيرورات و الوظائف الداخلية للطفل و التي لا تكون سهلة المنال إلا في سياق تواصله مع الراشدين و الأقران. حين يتدخل الراشد تنطلق شرارة التعلم الذي يعجز المتعلم عن إطلاقه بمفرده.
و التعلم لا تحققه الذات بمفردها و لا يوجد داخلها، بل إن المعارف و المهارات و القدرات و الخبرات موجودة في المحيط الخارجي.
+ مفهوم منطقة النمو القريب : الفارق بين مستوى معالجة وضعية تحت إشراف المدرس، و بين مستوى المعالجة الذي يحققه التلميذ بمفرده.
+ مفهوم الإنسان : كائن نشيط يشارك بفعالية في خلق مقومات وجوده و تقرير مصيره و يساهم في تحقيق نموه الذاتي ، يتمتع بالقدرة على اكتساب الوسائل التي يستعملها في كل مرحلة من مراحله النمائية للتأثير في الذات و في العاام الخارجي.

2ـ العوامل المسؤولة عن حدوث التعلم في السوسيوبنائية:
أ ـ دور التفاعل الاجتماعي:
الطفل يتعلم و يكتسب المعارف و يبني المهارات من خلال تفاعله مع الآخرين ؛ فهو عندما يساهم في نشاط معين و يحصل بينه و بين الراشد تواصل و احتكاك في سياق الأنشطة الثقافية و الاجتماعية، تشتغل البنيات العقلية فتشرع في استبطان و استدخال مقولات العالم الخارجي، و في هذه اللحظة تتشكل الوظائف الذهنية العليا تدريجيا...
ب ـ دور النشاط:
في سياق النشاط يحصل الاحتكاك، و ينخرط الطفل في حرارة التواصل مع الراشدين الذين يعملون على تأطير و تنظيم التفاعل حسب ما تقتضيه الأنماط الاجتماعية و الثقافية، و ما يمليه النظام التربوي من قيم و أهداف يجب تحقيقها مما يمثل فضاء خصبا للأطفال لاستبطان المقولات السائدة و استدماجها داخل البنيات الذهنية.
ج ـ دور الراشد:
إن التعلم عند "فيكوتسكي" يتحقق من خلال لحظتين حاسمتين :
اللحظة الأولى:
و تمثل زمن تدخل الراشد لإطلاق شرارة التعلم الذي يعجز التلميذ عن تدشينه بمفرده، فإذا اختار الراشد الوقت المناسب و كان فعله مناسبا، فإن الطفل يتمكن من الاشتغال منفردا بتوظيف مكتسباته.
اللحظة الثانية:
و تسمى لحظة النمو المتمثلة في تدخل السيرورات الفردية الداخلية في عملية استبطان المقولات الاجتماعية، الثقافية و المهارات و المعارف لتستوعبها داخليا.

3ـ التطبيقات التربوية للسوسيوبنائية:
كان الاعتقاد سائدا بضرورة استحضار و مراعاة النضج كعامل أساس في التعلم و في بناء المناهج الدراسية، فانتصب فيكوتسكي ضد هذا الاتجاه و حاول إبراز مخاطره خاصة بالنسبة للتلاميذ المتعثرين و المتخلفين عقليا، بل و حتى العاديين أيضا. فهو يرى
بأن المناهج الحسية ـ الحركية لا تساعد المتخلفين على تجاوز إعاقتهم الفطرية بل تكرسها و تقويها...و تقضي على إرهاصات التفكير المجرد عندهم من خلال الاقتصار على ما هو حسي ـ حركي فقط.
أما الأسوياء، فإن تعليمهم ذو مستوى متدن ما دامت القدرات و المهارات المكتسبة هي إفراز للنمو السابق، مما لا يؤهلهم للانتقال للمراحل المقبلة. و هكذا" فإن مفهوم نطاق النمو القريب المدى يمكننا من اقتراح وصفة جديدة هي :" أن التعلم الجيد هو ذللك الذي يستبق النمو" .
ـ تفكيك محيط تعلم الطفل إلى مجموعات متماثلة و صغيرة تشتغل جماعيا للوصول إلى هدف مشترك استنادا إلى فكرة فيكو تسكي المؤكدة على أهمية التعلم التعاوني.
ـ الاقتناع بكون التعلم و النمو المعرفي لا يتم إلا في إطار التواصل مع الراشد و التعاون مع الأقران.
ـ اعتبار المتعلم محور العملية التعليمية ـالتعلمية.
ـ جعل المتعلم أكثر نشاطا وإسهاما في بناء تعلماته و في التفاعل مع الآخر.
ـ تشجيع التعلم الذاتي و التعلم مدى الحياة.
ـ اقتصار دور المدرس على التوجيه و توفير الشروط المساعدة للتعلم، أما التعلم فهي مسؤولية المتعلم الذي يبني تعلمه عن طريق نشاطه الذاتي و تفاعله مع البيئة الفصلية.
 
عودة