جمال
Admin
- 📬
- 755
- ❓
- 0
- 👍
- 90
- 🏆
- 28
بقلم أمل ابراهيم
والتربية السليمة أيضاً تغرس في قلب الطفل معرفة الله تعالى وعظمته وقدرته وحبه ودعاءه فهو مجيب الدعاء، كما تغرس فيه مراقبته تعالى في السر والعلن فهو يسمع ويرى كل شيء مهما اختفى الطفل عن أعين الوالدين والناس.
كما أنها تعلمه أن الشيطان هو عدوه الأول وأنه يكره الإنسان غاية الكراهية ويريد به شراً دوماً.
وهي تعلمه كذلك أنه مخلوق لهدف كبير هو إقامة أمر الله في الأرض وطاعته فيما أمر واجتناب معاصيه، كما أنها تحببه في الجنة وتجعله يطمح إليها وتخوفه من النار وتجعله يريد تجنبها، بينما يعمل الشيطان على الوسوسة له وتضليله وتزيين الشر والمعاصي له حتى لايكون من أهل الجنة بل يكون من أهل النار.
التربية السليمة تعتني أيضاً بالجانب النفسي للطفل كما تعتني بالجانب البدني حتى ينشأ سوياً معافىً من المشاكل النفسية والسلوكية التي تؤثر على كل شيء في حياته وعلى كل من يتعامل معهم.
وأخيراً وليس آخراً التربية السليمة هي مسؤولية الوالدين وقد قال النبي ﷺ إن الله سائل كل راع عما استرعاه حفظ أم ضيع حتى يسأل الرجل عن أهل بيته).
تلك الفتن التي لا ينجو منها إلا من كان يعرفها من قبل كما أخبرنا الصحابي الجليل حذيفة بن اليمان رضي الله عنه حيث قال : (هذه فتن قد أظلت كجباه البقر يهلك فيها أكثر الناس إلا من كان يعرفها قبل).
ليس اليتيم من انتهى أبواه من هم الحياة وخلفاه ذليلا
إن اليتيم هو الذى تلقى له أما تخلت أو أبا مشغولا
فكرهوا لها هذه المهمات الجليلة الجميلة المحببة إلى نفسها بالفطرة وزينوا لها مهمات صعبة ومهينة لها لا تتفق مع فطرتها التي فطرها الله عليها. وليس الأمر مقتصراً على المرأة بل قد تعداها ليشمل كل من يقوم على رعايتها وتنشئتها من أب وأم وأسرة ومجتمع فلم تعد المرأة التي تهب نفسها لآداء هاتين المهمتين العظيمتين محط إعجاب ولاتقدير ولا دعم من أحد مهما تشدق بهذه المعاني، بل صار التقدير كل التقدير والإعجاب كل الإعجاب بمن تصل لأعلى درجات العلوم من ماجيستير ودكتوراه ووظيفة مرموقة في مؤسسات علمية وعالمية. بل تعدى الأمر ذلك، فالبنت أصبحت تتربى منذ الصغر ليس على أن تكون زوجة صالحة ولا أن تكون أماً حنونة ناجحة بل على أن تكون طالبة في المدرسة ثم في الجامعة ثم موظفة أياً كانت الوظيفة و هذا هو مقياس نجاحها.
فلاهي تتعلم شيئاً عن آداب الزواج وحسن عشرة الزوج وحقوقه ولا عن العناية بالأطفال وحسن تربيتهم ولا هي تعرف شيئاً عن الطهي ولا عن ترتيب بيتها ولا عن تنظيم نفقات المنزل ولا عن التحكم برغباتها ولا عن الصبر على أي نقص أو مشاكل في حياتها وكيفية ايجاد حلول لها… بل كل ما عليها أن تذهب فقط للمدرسة أو الجامعة وتستذكر دروسها وتخرج مع صاحباتها في الأسر المتدينة أو مع أصحابها في الأسر المتفرنجة وتشتري كل مايحلو لها ثم ترفض وتنتقد وتكره عيشتها في بيت أهلها اذا لم يحققوا لها كل طلباتها. فماذا يرجى منها عند زواجها؟
ولست أدعوا هنا لعدم تعليم المرأة. كلا بالتأكيد، فالمرأة كي تقوم بمهمتها على الوجه الصحيح لابد أن تتمتع بقدر عال من التعليم والثقافة وفهم الأمور الشرعية والواقع والتاريخ، ولكن على أساس أنها سوف تستغل كل هذه العلوم حتى تقوم بمهمتها التي خلقت لها على أكمل وجه وليس كي تستغل هذه العلوم لتصرف جهدها وقتها فيما يتعارض مع هذه المهمة ويقوض أركانها.
وهم أيضاً كل ما يصلهم من توجيه هو كيف يستذكرون دروسهم وينجحون ويحصلون على أعلى الشهادات كي يصبحوا موظفين ناجحين ذوي دخل جيد. وليس في هذا عيب أن كان هذا ضمن برنامج تربوي متعدد هدفه بناء شخصية سوية قادرة على تحمل أعباء مهمة الاستخلاف في الأرض.
لكن لا، فهو لا يتربى كي يكون قائماً بنفسه معتمداً عليها في آداء أموره الشخصية ولا أن يكون على خلق حسن يتعامل به مع ًالآخرين ولا على أن له مهمة يقوم بها في هذه الحياة ولا ماهي المقاييس الشرعية التي يحكم بها على الأمر ولا كيف يكون رجلا متحملاً لمسؤولية تكوين أسرة ومعنياً بحسن معاملة زوجته وحسن تربية أولاده ولا كيف يكون رجلاً يعتمد عليه في كل أمور الحياة يتحلى بالشجاعة والكرم وعزة النفس والشهامة والمرؤوة ويكون ذخرا ًلوالديه عند كبر سنهما.
فكل حياته تدورحول المذاكرة والواجبات المدرسية واللهو إما مع أصحابه وإما على الألعاب الإلكترونية وأما على الشاشات سواء التلفاز أو الهواتف أو الآيباد أو اللابتوب وعلى اليوتيوب والنتفليكس ووسائل التواصل وهذا في أحسن الأحوال إن لم يختلس النظر بين الفينة والأخرى إلى المواقع الإباحية التي تفرض نفسها عليه من خلال كل الشاشات التي يدمنها.
فإذا تزوج هذا الشاب من تلك الفتاة فأي أسرة سينشئان وأي حياة سيعيشان وأي أولاد سيربيان وأي دين سينصران وأي رفعة أو عزة للإسلام سيقدمان.
إذاً الوالدان أيضاً بحاجة للتربية . نعم بالتأكيد. وهذا ما أعنيه بتربية النفس.
وكذلك لابد أن تتفتح عقولنا وبصائرنا لمعرفة حقيقة الواقع الذي نعيش فيه فلا ننخدع بالدجل والتضليل الذي تبثه كل ما في أيدينا وما حولنا من شاشات ووسائل إعلام . فإذا أبصرنا حقيقة العالم الذي نعيش فيه بدون لبس ولا خداع ثم عرضنا ذلك على كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عيه وسلم تمكنّا من العثورعلى الحلول ، ففيهما إخبار عما يحصل للأمة من فتن إلى قيام الساعة وفيهما الحلول العملية أيضاً التي نبحث عنها للوقاية من الفتن وعدم الوقوع فيها إذا حدثت، وفي قول حذيفة بن اليمان رضي الله عنه: (هذه فتن قد أظلت كجباه البقر يهلك فيها أكثر الناس إلا من كان يعرفها قبل) إشارة إلى ذلك.
ومن تلك الأحاديث ما ورد عن عمرو بن أخطب الأنصاري رضي الله عنه قال: صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الفجر، وصعد المنبر، فخطبنا حتى حضرت الظهر، فنزل فصلى، ثم صعد المنبر فخطب حتى حضرت العصر، ثم نزل فصلى، ثم صعد المنبر حتى غربت الشمس، فأخبرنا ما كان وما هو كائن، فأعلمنا أحفظنا. رواه مسلم. فالعلم بالفتن قبل وقوعها مهم جداً لتجنب شرها ولذا فقد أخبرنا صلى الله عليه وسلم عنها وله أحاديث مفصلة في ذلك منها قوله صلى الله عليه وسلم: “لا تقوم الساعة حتى تروا أمورًا عظامًا لم تحدثوا بها أنفسكم يتفاقم شأنها في أنفسكم وتسألون: هل كان نبيكم ذكر لكم منها ذكرًا” ..
لماذا تعتبر التربية السليمة ذات أهمية كبيرة وخاصة تربية الأطفال؟
لأنها هي حجر الأساس في تكوين عقل الإنسان ونموه وتنميته وتطويره ولأنها تبذر في نفس الطفل بذور حب الخير وكراهية الشر كما أنها ترسخ المقاييس الشرعية للحكم على الأمور بالصحة أو الخطأ.والتربية السليمة أيضاً تغرس في قلب الطفل معرفة الله تعالى وعظمته وقدرته وحبه ودعاءه فهو مجيب الدعاء، كما تغرس فيه مراقبته تعالى في السر والعلن فهو يسمع ويرى كل شيء مهما اختفى الطفل عن أعين الوالدين والناس.
كما أنها تعلمه أن الشيطان هو عدوه الأول وأنه يكره الإنسان غاية الكراهية ويريد به شراً دوماً.
وهي تعلمه كذلك أنه مخلوق لهدف كبير هو إقامة أمر الله في الأرض وطاعته فيما أمر واجتناب معاصيه، كما أنها تحببه في الجنة وتجعله يطمح إليها وتخوفه من النار وتجعله يريد تجنبها، بينما يعمل الشيطان على الوسوسة له وتضليله وتزيين الشر والمعاصي له حتى لايكون من أهل الجنة بل يكون من أهل النار.
التربية السليمة تعتني أيضاً بالجانب النفسي للطفل كما تعتني بالجانب البدني حتى ينشأ سوياً معافىً من المشاكل النفسية والسلوكية التي تؤثر على كل شيء في حياته وعلى كل من يتعامل معهم.
وأخيراً وليس آخراً التربية السليمة هي مسؤولية الوالدين وقد قال النبي ﷺ إن الله سائل كل راع عما استرعاه حفظ أم ضيع حتى يسأل الرجل عن أهل بيته).
التربية تتضاعف أهميتها في وقتنا الحالي
وتتضاعف أهمية التربية في وقتنا الحالي حيث نرى بأعيننا ونسمع بآذننا النخبة التي تقود العالم وهم يشرحون عن عملية إعادة التشكيل الكبرى في العالم التي تبناها المنتدى الاقتصادي العالمي وعن أجندة 2030 للتنمية المستدامة وكذلك أجندة القرن 21 للأمم المتحدة، وكلها تعني انتهاء عهد الملكية الفردية بل والخصوصية الشخصية ومراقبة عموم الناس على مدار الساعة والتحكم في البشر بشكل لم يسبق له مثيل. وهذا بدون شك يدخل في باب الفتن التي أخبرنا عنها رسولنا صلى الله عليه وسلم … تلك الفتن العظيمة التي تحدث في آخر الزمان والتي قال عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم:” إن بين يدي الساعة فتناً كقطع الليل المظلم يصبح الرجل فيها مؤمناً ويمسي كافراً ويمسي مؤمناً ويصبح كافراً” وقال أيضاً : ” بادروا بالأعمال فتناً كقطع الليل المظلم يصبح الرجل مؤمناً ويمسي كافراً أو يمسي مؤمناً ويصبح كافراً يبيع دينه بعرض من الدنيا”.تلك الفتن التي لا ينجو منها إلا من كان يعرفها من قبل كما أخبرنا الصحابي الجليل حذيفة بن اليمان رضي الله عنه حيث قال : (هذه فتن قد أظلت كجباه البقر يهلك فيها أكثر الناس إلا من كان يعرفها قبل).
إفساد عملية التربية
ولإن التربية بهذه الأهمية الشديدة فقد عمل أعداؤنا على مدار قرون على تخريب عملية التربية من الأساس حتى ينشأ أشخاص يسهل تضليلهم وإبعادهم عن دينهم والسيطرة عليهم. وهي للأسف دائرة مغلقة كل مرحلة فيها تسلم للمرحلة التالية التي تعود لإفساد المرحلة الأولى من جديد. ولكي يفسدوا عملية التربية كان لابد من إفساد المربين أنفسهم وهما الأب والأم ، أو بمعنى آخر الرجل والمرأة فكان أن تخلى الرجال عن مسؤولياتهم وتاهت النساء عن مسؤولياتها هي الأخرى فنشأت أجيال لا تجد من يتفرغ لها ويهتم بتربيتها. وقد عبر أحمد شوقي عن هذا الحال فقالليس اليتيم من انتهى أبواه من هم الحياة وخلفاه ذليلا
إن اليتيم هو الذى تلقى له أما تخلت أو أبا مشغولا
إفساد تربية البنات
عملوا على إلهاء المرأة عن وظيفتها الأساسية المقدسة، تلك المهمة التي خلقت من أجلها والمتمثلة في شيئين: أولهما كونها سكناً للرجل و معينة له وشريكة في مهمة الاستخلاف في الأرض والثاني كونها أماً واعيةً متعلمةً وعاقلةً ومتدينةً تقوم على حسن تربية أولادها وحضانتهم وإحاطتهم بالحنان والعطف وبناء الأساس النفسي والعقدي والعقلي لهم بهذا الحنان والصبر والمثابرة والتفاني.فكرهوا لها هذه المهمات الجليلة الجميلة المحببة إلى نفسها بالفطرة وزينوا لها مهمات صعبة ومهينة لها لا تتفق مع فطرتها التي فطرها الله عليها. وليس الأمر مقتصراً على المرأة بل قد تعداها ليشمل كل من يقوم على رعايتها وتنشئتها من أب وأم وأسرة ومجتمع فلم تعد المرأة التي تهب نفسها لآداء هاتين المهمتين العظيمتين محط إعجاب ولاتقدير ولا دعم من أحد مهما تشدق بهذه المعاني، بل صار التقدير كل التقدير والإعجاب كل الإعجاب بمن تصل لأعلى درجات العلوم من ماجيستير ودكتوراه ووظيفة مرموقة في مؤسسات علمية وعالمية. بل تعدى الأمر ذلك، فالبنت أصبحت تتربى منذ الصغر ليس على أن تكون زوجة صالحة ولا أن تكون أماً حنونة ناجحة بل على أن تكون طالبة في المدرسة ثم في الجامعة ثم موظفة أياً كانت الوظيفة و هذا هو مقياس نجاحها.
فلاهي تتعلم شيئاً عن آداب الزواج وحسن عشرة الزوج وحقوقه ولا عن العناية بالأطفال وحسن تربيتهم ولا هي تعرف شيئاً عن الطهي ولا عن ترتيب بيتها ولا عن تنظيم نفقات المنزل ولا عن التحكم برغباتها ولا عن الصبر على أي نقص أو مشاكل في حياتها وكيفية ايجاد حلول لها… بل كل ما عليها أن تذهب فقط للمدرسة أو الجامعة وتستذكر دروسها وتخرج مع صاحباتها في الأسر المتدينة أو مع أصحابها في الأسر المتفرنجة وتشتري كل مايحلو لها ثم ترفض وتنتقد وتكره عيشتها في بيت أهلها اذا لم يحققوا لها كل طلباتها. فماذا يرجى منها عند زواجها؟
ولست أدعوا هنا لعدم تعليم المرأة. كلا بالتأكيد، فالمرأة كي تقوم بمهمتها على الوجه الصحيح لابد أن تتمتع بقدر عال من التعليم والثقافة وفهم الأمور الشرعية والواقع والتاريخ، ولكن على أساس أنها سوف تستغل كل هذه العلوم حتى تقوم بمهمتها التي خلقت لها على أكمل وجه وليس كي تستغل هذه العلوم لتصرف جهدها وقتها فيما يتعارض مع هذه المهمة ويقوض أركانها.
إفساد تربية الأولاد
و يتربى الأبناء الذكور أيضاً على نفس الأخطاء فهم غير مكلفين بالعناية بأمورهم الشخصية من ترتيب غرفهم ولا نظافة ما يستعملونه ولا العناية بملابسهم ولا المساعدة في أمور البيت رغم وجود الوقت وحاجة الأم أوالأخت لمن يساعدها . همهم منصرف إلى ألعاب الكمبيوتر في عالم الفضاء الإلكتروني والذي لايفيقون منه إلا على مضض وعقولهم مرتبطة به ونفوسهم مشدودة إليه كلما فارقوه.وهم أيضاً كل ما يصلهم من توجيه هو كيف يستذكرون دروسهم وينجحون ويحصلون على أعلى الشهادات كي يصبحوا موظفين ناجحين ذوي دخل جيد. وليس في هذا عيب أن كان هذا ضمن برنامج تربوي متعدد هدفه بناء شخصية سوية قادرة على تحمل أعباء مهمة الاستخلاف في الأرض.
لكن لا، فهو لا يتربى كي يكون قائماً بنفسه معتمداً عليها في آداء أموره الشخصية ولا أن يكون على خلق حسن يتعامل به مع ًالآخرين ولا على أن له مهمة يقوم بها في هذه الحياة ولا ماهي المقاييس الشرعية التي يحكم بها على الأمر ولا كيف يكون رجلا متحملاً لمسؤولية تكوين أسرة ومعنياً بحسن معاملة زوجته وحسن تربية أولاده ولا كيف يكون رجلاً يعتمد عليه في كل أمور الحياة يتحلى بالشجاعة والكرم وعزة النفس والشهامة والمرؤوة ويكون ذخرا ًلوالديه عند كبر سنهما.
فكل حياته تدورحول المذاكرة والواجبات المدرسية واللهو إما مع أصحابه وإما على الألعاب الإلكترونية وأما على الشاشات سواء التلفاز أو الهواتف أو الآيباد أو اللابتوب وعلى اليوتيوب والنتفليكس ووسائل التواصل وهذا في أحسن الأحوال إن لم يختلس النظر بين الفينة والأخرى إلى المواقع الإباحية التي تفرض نفسها عليه من خلال كل الشاشات التي يدمنها.
فإذا تزوج هذا الشاب من تلك الفتاة فأي أسرة سينشئان وأي حياة سيعيشان وأي أولاد سيربيان وأي دين سينصران وأي رفعة أو عزة للإسلام سيقدمان.
تربية النفس
قد يقول قائل إنهما ضحية … ضحية لوالدين لم يحسنا التربية ولم يتقيا الله في أولادهما فالأب مشغول بالسعي وراء لقمة العيش وتوفير عيشة كريمة لأسرته و تنتهي مهمته عند هذا الحد فهو جالب للمال وكفى. يكفيه أن يقوم بهذا فلادخل له ولا دور في تربية أولاده وتعليمهم أمور الدين والأخلاق ومعرفة الله والهدف من حياتهم ، ولا صبر له على متابعة سلوكهم وتعديله وبذل الجهد والوقت لترسيخ الأخلاق العالية والقيم الإسلامية فيهم والحرص على تنمية مهاراتهم الاجتماعية والجسمانية والتفاعلية وتربيتهم على تحمل المسؤوليات والقيام بها. فهو غير موجود في حياتهم إلا نادراً والعبء كله على الأم التي تنهكها كثرة المسؤوليات فلا تستطيع آداءها جميعا، ومع الضغوط والالتزامات يتراجع دورها مع الأولاد إلى متابعتهم دراسياً وطهو الطعام لهم وفقط . أما إذا كانت أماً عاملة فضغط العمل يزيد من انشغالها وإن لم تكن عاملة فوسائل التواصل كفيلة بذلك.إذاً الوالدان أيضاً بحاجة للتربية . نعم بالتأكيد. وهذا ما أعنيه بتربية النفس.
إعداد جيل النصر الموعود
فإذا كنا نطمح إلى جيل جديد مسلم واعٍ يكون على يديه النصر الموعود وتغيير حال الأمة وتحقيق وعد الآخرة المذكور في قوله تعالى: ” فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا”. إذا كنا نطمح في ذلك فلابد أن نقف وقفة قوية وجادة مع أنفسنا فنعيد تربيتها من جديد ونعمل في ذات الوقت على حسن تربية أبنائنا على المنهج القويم الذي لا يضل من اتبعه: كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.وكذلك لابد أن تتفتح عقولنا وبصائرنا لمعرفة حقيقة الواقع الذي نعيش فيه فلا ننخدع بالدجل والتضليل الذي تبثه كل ما في أيدينا وما حولنا من شاشات ووسائل إعلام . فإذا أبصرنا حقيقة العالم الذي نعيش فيه بدون لبس ولا خداع ثم عرضنا ذلك على كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عيه وسلم تمكنّا من العثورعلى الحلول ، ففيهما إخبار عما يحصل للأمة من فتن إلى قيام الساعة وفيهما الحلول العملية أيضاً التي نبحث عنها للوقاية من الفتن وعدم الوقوع فيها إذا حدثت، وفي قول حذيفة بن اليمان رضي الله عنه: (هذه فتن قد أظلت كجباه البقر يهلك فيها أكثر الناس إلا من كان يعرفها قبل) إشارة إلى ذلك.
ومن تلك الأحاديث ما ورد عن عمرو بن أخطب الأنصاري رضي الله عنه قال: صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الفجر، وصعد المنبر، فخطبنا حتى حضرت الظهر، فنزل فصلى، ثم صعد المنبر فخطب حتى حضرت العصر، ثم نزل فصلى، ثم صعد المنبر حتى غربت الشمس، فأخبرنا ما كان وما هو كائن، فأعلمنا أحفظنا. رواه مسلم. فالعلم بالفتن قبل وقوعها مهم جداً لتجنب شرها ولذا فقد أخبرنا صلى الله عليه وسلم عنها وله أحاديث مفصلة في ذلك منها قوله صلى الله عليه وسلم: “لا تقوم الساعة حتى تروا أمورًا عظامًا لم تحدثوا بها أنفسكم يتفاقم شأنها في أنفسكم وتسألون: هل كان نبيكم ذكر لكم منها ذكرًا” ..