جمال
Admin
- 📬
- 755
- ❓
- 0
- 👍
- 90
- 🏆
- 28
انتقد عبد الصمد بلكبير، الخبير التربوي والفاعل السياسي، بشدة تركيز النقابات التعليمية في المغرب، في ترافعها لإصلاح المنظومة التربوية، على البعد المادي، معتبرا أن مشاكل النظام التعليمي المغربي لا تنحصر في الجانب المادي الصرف.
وذهب بلكبير إلى القول، في ندوة رقمية نظمتها الجمعية المغربية لتحسين جودة التعليم “أماكن”، مساء الجمعة، إن النقابات التعليمية سقطت في البعد المادي في تفاوضها حول تحسين وضعية المعلمين والأساتذة، “وكأن المعلم والأستاذ مرتزقان”. وأضاف أنه من الطبيعي أن تهتم الأطر التربية بوضعها المادي، “لكن هذا الجانب لا يختصر كل المشكلات التي تعاني منها المدرسة”، على حد تعبيره.
وأشار بلكبير، خلال الندوة التي ناقشت موضوع “كيف يمكن للتعليم أن يحقق النهضة الحضارية للأمة المغربية”، إلى أن من بين المعضلات والأعطاب الكبرى، التي يعاني منها النظام التعليمي المغربي، “قتله وظيفة الإنتاج لدى التلاميذ، وتعطيله لليد”.
وزاد موضحا أن التكوين المهني في عهد الاستعمار الأجنبي للمغرب كان يمثل نسبة مهمة في النظام التعليمي، ذاهبا إلى القول إن “الاستعمار الجديد (يقصد التيار الفرنكوفوني الذي يهندس مخططات التعليم) عطل اليد وعطل العقل وعلاقة الإنسان بمحيطه ومجتمعه، فأصبح إنسانا مستلبا بوعي ناقص يفكر تفكيرا سطحيا لا يغير الواقع، ويغرق في نقاشات بيزنطية”.
وتابع قائلا: “إبان الاستعمار القديم كان التلاميذ هم الذين ينظفون أقسامهم، وكانت تمارس أنشطة في الفصل تشجع على تشغيل اليد”، معتبرا أن “مقتل المدرسة المغربية هو إهانتها واحتقارها لليد، وعندما تهتم بذلك، لاحقا، لا يكون أمامها إنسان كامل، بل نصف إنسان فقط”.
واسترسل بلكبير في نقده القاسي للمدرسة المغربية، قائلا إنها “تحتقر المشاعر والأحاسيس، ولولا علاقة التلاميذ بأمهاتهم لكانوا أكثر توحشا”، مضيفا أن هناك سيادة للبغض والعدوانية بين التلاميذ، وأن علاقة التلميذ بزملائه “عدوانية تسود فيها المنافسة القاتلة، التي لا يهم الفردَ فيها سوى النجاح الشخصي وليس النجاح الجماعي، مما يولد درجة عالية من الكره والتحطيم المتبادل”.
وعزا المتحدث ذاته سبب ذلك إلى عوامل، منها فرض اللغة الفرنسية، التي وصفها بـ”اللغة التي تريد أن تتسلط، بخلاف اللغة الإنجليزية، التي من خصوصيتها أنها أرقى وأقرب إلى العقل، مما يسهّل التفكير بها دون أن تكون مضايِقة للغة الأم التي نعبر بها عن أحاسيسنا”.
وأكد بلكبير أنه لا يوجد تعليم مثالي في أي بلد من بلدان العالم، مشيرا إلى أن “كل أنواع التعليم بمختلف مستوياتها توجد فيها ثغرات ونواقص وتخضع للتجارب والاختبارات، ومن ثم نحن بصدد حقل لا يمكن فيه الوصول إلى مثال يقتدى به، وإن كانت الأنظمة التربوية في بعض البلدان على درجة متقدمة من الجودة مثل سنغافورة والنرويج”.
ونبه إلى “أن أي تناول للتعليم يقتضي الانتباه إلى محورين رئيسيين، الأول هو أن كل تعليم يعكس بنية المجتمع الذي يؤسسه، وهذا البعد يستحيل أن يحل بالأفكار وبعمل النقابات، بل هو قضية سياسية مجالها الأحزاب السياسية ومؤسسة الدولة”.
أما البعد الثاني، يضيف المتحدث، فيتعلق بالمضمون أو المحتوى أو الأيديولوجي، أي القيم والأفكار والمفاهيم التي ينتجها التعليم، مبرزا أن هذا البعد “قابل للإصلاح ولثورة ثقافية، حيث أثبتت عدة تجارب أن ميزان القوى على هذا الصعيد قابل للتعديل”.
hespress
وذهب بلكبير إلى القول، في ندوة رقمية نظمتها الجمعية المغربية لتحسين جودة التعليم “أماكن”، مساء الجمعة، إن النقابات التعليمية سقطت في البعد المادي في تفاوضها حول تحسين وضعية المعلمين والأساتذة، “وكأن المعلم والأستاذ مرتزقان”. وأضاف أنه من الطبيعي أن تهتم الأطر التربية بوضعها المادي، “لكن هذا الجانب لا يختصر كل المشكلات التي تعاني منها المدرسة”، على حد تعبيره.
وأشار بلكبير، خلال الندوة التي ناقشت موضوع “كيف يمكن للتعليم أن يحقق النهضة الحضارية للأمة المغربية”، إلى أن من بين المعضلات والأعطاب الكبرى، التي يعاني منها النظام التعليمي المغربي، “قتله وظيفة الإنتاج لدى التلاميذ، وتعطيله لليد”.
وزاد موضحا أن التكوين المهني في عهد الاستعمار الأجنبي للمغرب كان يمثل نسبة مهمة في النظام التعليمي، ذاهبا إلى القول إن “الاستعمار الجديد (يقصد التيار الفرنكوفوني الذي يهندس مخططات التعليم) عطل اليد وعطل العقل وعلاقة الإنسان بمحيطه ومجتمعه، فأصبح إنسانا مستلبا بوعي ناقص يفكر تفكيرا سطحيا لا يغير الواقع، ويغرق في نقاشات بيزنطية”.
وتابع قائلا: “إبان الاستعمار القديم كان التلاميذ هم الذين ينظفون أقسامهم، وكانت تمارس أنشطة في الفصل تشجع على تشغيل اليد”، معتبرا أن “مقتل المدرسة المغربية هو إهانتها واحتقارها لليد، وعندما تهتم بذلك، لاحقا، لا يكون أمامها إنسان كامل، بل نصف إنسان فقط”.
واسترسل بلكبير في نقده القاسي للمدرسة المغربية، قائلا إنها “تحتقر المشاعر والأحاسيس، ولولا علاقة التلاميذ بأمهاتهم لكانوا أكثر توحشا”، مضيفا أن هناك سيادة للبغض والعدوانية بين التلاميذ، وأن علاقة التلميذ بزملائه “عدوانية تسود فيها المنافسة القاتلة، التي لا يهم الفردَ فيها سوى النجاح الشخصي وليس النجاح الجماعي، مما يولد درجة عالية من الكره والتحطيم المتبادل”.
وعزا المتحدث ذاته سبب ذلك إلى عوامل، منها فرض اللغة الفرنسية، التي وصفها بـ”اللغة التي تريد أن تتسلط، بخلاف اللغة الإنجليزية، التي من خصوصيتها أنها أرقى وأقرب إلى العقل، مما يسهّل التفكير بها دون أن تكون مضايِقة للغة الأم التي نعبر بها عن أحاسيسنا”.
وأكد بلكبير أنه لا يوجد تعليم مثالي في أي بلد من بلدان العالم، مشيرا إلى أن “كل أنواع التعليم بمختلف مستوياتها توجد فيها ثغرات ونواقص وتخضع للتجارب والاختبارات، ومن ثم نحن بصدد حقل لا يمكن فيه الوصول إلى مثال يقتدى به، وإن كانت الأنظمة التربوية في بعض البلدان على درجة متقدمة من الجودة مثل سنغافورة والنرويج”.
ونبه إلى “أن أي تناول للتعليم يقتضي الانتباه إلى محورين رئيسيين، الأول هو أن كل تعليم يعكس بنية المجتمع الذي يؤسسه، وهذا البعد يستحيل أن يحل بالأفكار وبعمل النقابات، بل هو قضية سياسية مجالها الأحزاب السياسية ومؤسسة الدولة”.
أما البعد الثاني، يضيف المتحدث، فيتعلق بالمضمون أو المحتوى أو الأيديولوجي، أي القيم والأفكار والمفاهيم التي ينتجها التعليم، مبرزا أن هذا البعد “قابل للإصلاح ولثورة ثقافية، حيث أثبتت عدة تجارب أن ميزان القوى على هذا الصعيد قابل للتعديل”.
hespress