البيداغوجيا الفارقية

  • بادئ الموضوع بادئ الموضوع جمال
  • تاريخ البدء تاريخ البدء

جمال

Admin
📬
755
0
👍
90
🏆
28
أ ـ مفهوم البيداغوجيا الفارقية:

استخدم لأول مرة سنة 1973م مع المربي الفرنسي " لويس لوغران" في سياق البحـث عن آليـات جديـــدة لتطوير التدريس و محاربة ظاهرة الفشل المدرسي. وقد عرف " لوغران" البيداغوجيا الفارقية بأنهـا طريقة تربوية تستخدم مجموعة من الوسائل التعليمية التعلمية ،قصد مساعدة الأطفال المختلفين في العمر والقدرات و السلــوكات ، و المنتمين إلى فصل واحد على الوصول بطرق مختلفة إلى الأهداف نفسها.
ونستشف من هذا التعريف أن البيداغوجيا الفارقية مقاربة تربوية:
- تقوم على مبدأ تنويع الطرق و الوسائل التعليمية التعلمية.
- تأخذ بعين الاعتبار تنوع المتعلمين واختلافهم من حيث السن و القدرات و السلوكات.
- تتسم بخصوصيتها التفريدية للمتعلم، وتعترف به كشخص له إيقاعه الخاص في التعلم و تمثلاته الخاصة.
- تفتح المجال لجميع المتعلمين في الفصل الدراسي الواحد، لبلوغ الأهداف المنشــودة بدرجــة متساويــة .

ب ـ نماذج من الفروق الفردية:

- الفروق المعرفية و الذهنية ،مثل التمثلات وأنماط التفكير والقدرات الفكرية كالإدراك والاستيعاب والتذكر
- الفروق السيكولوجية ، وتشـمل: القدرة على التكيف، والرغبة والدافعيـــة ،والاهتمامــات والاستعــدادات، الميولات، وصورة المتعلم عن ذاته، والسمات الـمزاجية كالانطواء والخجـل والجرأة والانفعال...
- الفروق السوسيو ثقافية : وترتبط بالوسط الاجتماعي و الثقافي الذي نشأ فيه الطفل. مثل الفروق في العلاقة بالمدرسة و الأستاذ، القيم الضابطة للسلوك، والمعتقدات السائدة، ، ومختلــف قنــوات التنشئــة الاجتماعيـــة.
وثمة عوامل مؤثرة في هذه الفروق الفردية مثل :العوامل الوراثية، و البيئية، و البيوفيزيولوجية.

ج ـ أهداف البيداغوجيا الفارقية: تروم البيداغوجية الفارقية تحقيق جملة من الأهداف،أبرزها:

- الحد من ظاهرة الفشل المدرسي، و التقليص من ظاهرة الهدر.
- ردم الفوارق الفردية بين المتعلمين، و تحقيق مبدأ المساواة فيما بينهم.
- تطوير نوعية المخرجات.
- تنمية المهارات الشخصية للمتعلم مثل الثقة بالنفس و الاستقلالية و تحمل المسؤولية.
- إذكاء روح التعاون لدى المتعلمين، و تدريبهم على التواصل الاجتماعي وقبول الاختلاف.
- جعل العملية التعليمية التعلمية تنبض بالحركية و تتدفق بالحيوية.
- إكسابهم الكفايات الأساس التي تجعلهم قادرين على توظيفها في حياتهم العامة.
- تشجيع التعلم الذاتي، وجعل التلميذ فاعلا في بناء الدرس والمعرفة.
- تحسين العلاقة التي تربط بين المدرس و التلميذ.

د ـ طرق التفريق البيداغوجي: بما أن المتعلمين يختلفون فيما بينهم من حيث القدرات و الميولات و الاستعدادات، و يتفاوتون فيما بينهم من حيث إيقاعات التحصيل الدراسي، فعلى المدرس أن يكيف عملية التعلم مع حاجيات المتعلمين. ومن مظاهر التفريق ما يأتي:

1ـ التفريق في المحتويات المعرفية: تستلزم البيداغوجيا الفارقية تنويع محتويات التعلم داخل الصف الواحــد لتكيييفها مع القدرة الاستيعابية للمتعلمين وإيقاعهم التعلمي، من أجل اكتساب الكفايات الأساس.

2 ـ التفريق عن طريق الأدوات و الوسائل التعليمية: تنويع الوسائل التعليمية لتنسجم مع الأنماط المختلفـــــة للتعلم، لأن المتعلمين لا يستوعبون الدروس بالكيفية نفسها؛ فهناك من يستوعب الدرس عن طريق الوسائل اللفظية كالشروح النظرية المعتمدة على الخطاب اللفظي ،ومنهم من يتعلم عن طريق الإدراك البصري( كالرسوم التوضيحية و الرسوم البيانية و الخرائط و المطبوعات)، ومنهم من يتعلم بشكل أفضل عن طريق الممارسة الحسية( إنجاز تجارب- القيام بزيارات ميدانية- الحركات).

3 ـ التفريق على مستوى تنظيم العمل المدرسي:يقتضي العمل التربوي الفارقي إعادة تنظيم الفصل الدراسي؛ فتارة يتم الاشتغال مع القسم كله لبلوغ الأهداف التربوية نفسها، و قد يشتغل المدرس مع مجموعة كبيــــرة، ويمكن أن يتجه إلى مجموعة صغيرة، و قد يتجه إلى العمل الفردي.

4 ـ التفريق على مستوى التدبير الزمني:توزيع الوقت اليومي و الأسبوعي بشكل مرن و متناغم مع المشروع البيداغوجي.

هـ ـ شروط تطبيق البيداغوجيا الفارقية: إن تفعيل البيداغوجيا الفارقية واستنباتها في الحقل التربوي ليس عملية بسيطة الإنجاز، بل يستلزم ما يأتي:

- محاربة ظاهرة الاكتظاظ التي تعيق كل المحاولات الرامية لإصلاح المنظومة التربوية.
- وضع جداول توقيت تتسم بنوع من المرونة بحيث تتلاءم مع هذه البيداغوجيا؛ لأن جداول التوقيت التقليدية تقف حاجزا أمام تطبيقها، إذ تعرقل التعلمات وتحصرها في وقت محدد. وهذا لا ينسجم وهذه المقاربة التـــي تدعو إلى تخصيص مزيد من الوقت للمتعثرين لتمكينهم من اكتساب الكفايات الأساس.
- توفيرالوسائل الديداكتيكية الضرورية، والحجرات الدراسية اللازمة.
- تمتيع الممارس التربوي بقدر مناسب من الحرية و الاستقلالية بشكل يسمح له بالاجتهاد في الإعداد للدرس و التخطيط له ، و يسعفه على أداء مهمته على الوجه المطلوب ، و تخفيض عدد ساعات التدريـــــس فـــــي الأسبوع بالنسبة إليه ، لأن بيداغوجيا التفريد تستدعي تفرغا كبيرا للمدرس.
- تجديد تكوينه بحيث يصبح منشطا و موجها لا ناقلا للمعلومات، و تعزيز مختلف تكويناته الأساس منــها أو المستمر بالجانب العملي التطبيقي لتأهيله لمثل هذه الممارسات البيداغوجية.
- التقليص من كثافة المقررات الدراسية حتى يتمكن المدرس من تكييف العملية التعليمية التعلمية مع القدرات الاستيعابية للمتعلمين وووتائر تعلمهم.
 
عودة